كتب / د. أمين العلياني
في خِضَمِّ المعركة المصيرية لتحرير الجنوب واستعادة دولته، تبرز أصواتٌ تُزيِّن نفسها بثوب الحرص تارةً والوطنية تارةً أخرى، وتتسلح بشعارات تصحيح المسار وتدعو إلى إصلاح هياكل المجلس الانتقالي، لكن حقيقتها لا تخفى على ذي بصيرة؛ فهي ليست سوى أدواتٍ لطعن المشروع الجنوبي في الصميم، تتحرك بأجنداتٍ خفيةٍ تخدم أعداء الجنوب، وتُعيد إنتاج وعيٍ مُشتَّتٍ يُضعِف الوحدة الجنوبية ويُفرِّق صفوفها وعندما تسأل هذا السؤال، لخدمة من هذه الأصوات الجنوبية التي ابتليت بها المساحات في منصات أكس وجميع تطبيقات التواصل الاجتماعي؟.
يأتي الجواب، هذه الأصوات، وإن رفعت شعاراتٍ برَّاقة(الحرص، الوطنية، تصحيح المسار، إعادة الهيكلة لمؤسسات المجلس الانتقالي، نقد المركزية واستقواء المناطقية)، فإن غايتها الحقيقية هي تعطيل المسار التحرري، وإضعاف الجنوب تحت ذرائع زائفة، بينما هي في الحقيقة تسير في مسارٍ متوازٍ مع المشاريع المعادية، تارةً بالتشكيك، وتارةً بالانقسام والطعن بالمشروع من الداخل، وتارةً بالسعي إلى تحقيق سلطةٍ ذاتيةٍ تُقدِّم المصالح الفردية على المصلحة الجمعية الجنوبية. إن تلك الأصوات ما هي إلا محاولةٌ يائسةٌ لمحاولة طعن المشروع الجنوبي من الداخل تارة وصناعة وعي مشتت وهزيمة المعنوية الجنوبية الجمعية من خلال توجيه الوعي التحرري إلى مسار التراجع وتحقيق غاية التقسيم في وحدة الصف الجنوبي تارة أخرى وبهذا فهم يخونون تضحيات الشهداء الذين رووا بدمائهم الطريق إلى الحرية، وتحويلها إلى صراعاتٍ داخليةٍ تخدم فقط أعداء الجنوب لا غير.
فليعلم الجميع أن المشروع الجنوبي ليس ساحةً للمزايدات، ولا منصةً للوصول إلى السلطة الذاتية من خلال طعن المشروع الجنوبي من الداخل تحت يافطة المبادرات الإعلامية، بل هو معركة وجودٍ تُوَحِّدُ الصف الجنوبي ولا تُفرِّقه، تُبنى بالدم لا بالكلام، وبالإجماع لا بالتشتيت، والذين يخونون هذا المشروع تحت أي مبرر أو أوهام تكون ظاهرها الحرص الزائف والمفضوح، هم شركاء في خيانة الدم الجنوبي وإطالة معاناة الشعب، ولن يكون تاريخ الجنوب رحيمًا بهم.
المشاريع السياسية لا تبنى بالمبادرات الإعلامية في الغرف المغلقة بل بالعمل على الميدان ولا بالمناطقية من خلال اختلاق مبررات لها في بنية المشروع الجنوبي التحرري والهدف هو الطعن في عمق المشروع تحت غاية تصحيحه، إنها نوايا خيانة مكشوفة لا يغفرها الله قبل الشعب.
0 تعليقات