قال الكاتب عبدالسلام السييلي إن التطورات الدولية الأخيرة أعادت تسليط الضوء على فرص تحقيق السلام في اليمن، بعد أن أكد بيان مجلس الأمن أن «الحل لن يكون عبر الحرب، بل عبر مسار سياسي شامل». لكنه شدد في الوقت نفسه على أن أي مسار سياسي لن ينجح ما لم يتجه نحو معالجة جذر الأزمة، والمتمثل في القضية الجنوبية التي وصفها بأنها «حجر الأساس لأي انتقال سياسي حقيقي».
وأوضح السييلي أن الجنوبيين باتوا أكثر وضوحاً في رؤيتهم للسلام، مؤكداً أن «السلام — كما يراه الجنوبيون اليوم — لن يتحقق بالشعارات ولا بالمجاملات، بل عبر استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة»، وهو مطلب يرى أنه «لم يعد رأياً سياسياً، بل حقيقة يفرضها الواقع على الأرض» وتثبته تضحيات أبناء الجنوب.
وأشار إلى أن بيان مجلس الأمن يشكّل خطوة إيجابية باتجاه التهدئة وتهيئة الظروف للحوار، لكنه يرى أن «الاعتماد على مبادرة الخليج ومخرجات حوار 2013م لم يعد ممكناً»، لأنها «وُضعت في سياق مختلف تماماً، ولم تعد قادرة على استيعاب المتغيرات» الناتجة عن سنوات الصراع، خصوصاً في الجنوب الذي أصبح يمتلك «مشروعاً سياسياً متماسكاً وتطلعات واضحة».
وأكد السييلي أن المرحلة الراهنة تحتاج إلى «إطار تفاوضي جديد يعكس حقائق الأرض ويعترف بشعب الجنوب طرفاً رئيسياً، لا تابعاً»، مع ضمان خيار الجنوبيين في تقرير مستقبلهم «بعيداً عن أي وصاية داخلية أو خارجية».
وتوقف الكاتب عند خطاب الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي أمام مجلس الأمن، واصفاً إياه بأنه «كان لافتاً من حيث وضوحه وواقعيته»، مشيراً إلى أنه أكد أن «قضية الجنوب هي مفتاح الحل، وأن تجاهلها في المراحل السابقة كان سبباً رئيسياً في استمرار الأزمة». كما شدد على ضرورة مشاركة الجنوب بتمثيل فعلي في أي عملية سياسية قادمة.
وعلى المستوى الميداني، أكد السييلي أن المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الزُبيدي يواصل تعزيز حضوره السياسي والعسكري، ضمن «مسار يعكس صمودًا ثابتًا ومشروعًا وطنيًا واضح الهدف: استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو 1990م»، وهو مسار يراه قائماً على «إرادة شعبية راسخة».
ويرى السييلي أن أي حديث عن السلام دون الاعتراف بالقضية الجنوبية «هو تكرار للأخطاء السابقة»، مضيفاً أن السلام الحقيقي «لا يُبنى على تجاوز الحقائق، بل على الاعتراف بها ومعالجتها برؤية عادلة واستراتيجية واضحة». كما اعتبر أن تجاوز القرار 2216 في خطاب مجلس الأمن يشير إلى إدراك المجتمع الدولي بأن «المرجعيات القديمة لم تعد صالحة للحل»، وأن المشهد السياسي الراهن بحاجة إلى مقاربات جديدة.
وفي ختام طرحه، شدد السييلي على أن اليمن يعيش «لحظة مفصلية»، وأن أي سلام حقيقي «لن يتحقق إلا عبر حل يبدأ من الجنوب ويضمن استعادة دولته»، مؤكداً أن «الحل العادل للأزمة واضح ومحدد: استعادة دولة الجنوب هو الطريق الوحيد نحو سلام مستدام واستقرار حقيقي»، محذراً من أن أي تسوية لا تلبي تطلعات الجنوبيين «لا معنى لها».
0 تعليقات